تحليل خاص | منتخب قطر.. أخطاء كلفته ثمن الخروج من المونديال

قطر استعدَّت للمونديال من كل النَّواحي لتقدِّم نسخة استثنائيَّة للعالم، لتكون المفاجأة بأنَّ المنتخب كان هو الشَّيء الوحيد السَّيّء، فقد شاهدنا سابقًا منتخبًا رائعًا حققَّ اللَّقب الآسيوي، توقَّعنا أن يكون المنتخب

تحليل خاص | منتخب قطر.. أخطاء كلفته ثمن الخروج من المونديال

(Gettyimages)

ودّع منتخب قطر المنافسة على بطولة كأس العالم المقامة في بلاده بعد خسارته أمام نظيره منتخب السنغال بالنتيجة 1-3، ضمن الجولة الثانية من المجموعة الأولى بدور المجموعات.

وخسر المنتخب القطري المباراتين اللتين خاضهما حتى الآن، ولم يسجل فيهما سوى هدف في المباراة الأخيرة، إذ تبقى له مباراة "تحصيل حاصل" أمام المنتخب الهولندي في الجولة الأخيرة من دور المجموعات.

بدأ المنتخب القطري المباراة الأخيرة بخطَّة 5-3-2؛ مشعل برشم في حراسة المرمى؛ ثلاثي الدِّفاع اسماعيل محمَّد، بوعلام خوخي وعبد الكريم حسن؛ بيدرو كوريا شغل منصب الظَّهير الأيمن وهمَّام الأمين شغل مركز الظَّهير الأيسر. في الوسط تواجد كل من حسن الهيدوس، كريم بوضياف وعاصم مادبو، فيما تواجد في الهجوم كلّ من المعزّ علي وأكرم عفيف.

فيما بدأ المنتخب السِّنغالي المباراة بخطَّة 4-2-3-1؛ ميندي في حراسة المرمى؛ يوسف سابلي، كاليدو كوليبالي، إسماعيل جاكوبز وديالو في خطّ الدِّفاع؛ في المحور تواجد كل ادريسا غايي ونامبليس ميندي وفي المقدِّمة تواجد كريبين دياتا، فامارا دييديهيو وإسماعيلا سار خلف المهاجم بولاي ديا.

الشَّوط الأوَّل

بدأ المنتخب القطري الشَّوط الأوَّل بتراجع مبالغ فيه، فكنّا نلاحظ 4 و5 لاعبين قطريّين داخل منطقة 6 ياردات، بالإضافة إلى تراجع المهاجمين إلى نصف ملعب المنتخب القطري للمساندة الدِّفاعيَّة، هذا التَّراجع كان سبب الخطأ الذي ارتكبه بوعلام ونتج منه الهدف الأول للسِّنغال.

على المستوى الهجومي لاحظنا عشوائية في التَّمركز عند الارتداد الهجومي للمنتخب القطري، هجماته لم تكن منظَّمة وبناء اللعب كان بطيئًا للغاية، حيث لم يهدِّد المنتخب القطري مرمى المنتخب السِّنغالي في أي مناسبة في هذا الشَّوط.

من جهة أخرى؛ فإنَّ المنتخب السِّنغالي بدأ المباراة بضغط عال وضغط على حامل الكرة نتج عن هذا الضَّغط الكثير من الهفوات في التَّمرير في الخلف لدى المنتخب القطري.

الشَّوط الثّاني

بدأ الشَّوط الثّاني مباغتًا للمنتخب القطري، حيث نجح المنتخب السِّنغالي بتسجيل الهدف الثّاني بعد دقيقتين فقط من بداية الشَّوط الثّاني من ضربة ركنيَّة، وسوء تغطية من قبل الدِّفاع القطري.

بعد تسجيل الهدف الثّاني تراجع المنتخب السِّنغالي قليلًا، فكَّ المنتخب القطري الكثافة الدِّفاعيَّة التي كان عليها في الشَّوط الأوَّل، وبدأ بالضَّغط على الدِّفاع السنغالي بخط دفاع متوازن.

في هذا الشَّوط كان بناء لعب العنّابي أسرع، وصلوا للعديد من الفرص وهدَّدوا مرمى ميندي في أكثر من مناسبة.

في الدَّقيقة 68 دخل عبد العزيز حاتم صاحب النَّزعة الهجوميَّة بدلًا من كريم بوضياف صاحب النَّزعة الدِّفاعيَّة.

في هذا الشَّوط سيطر منتخب قطر بالطّول والعرض على الملعب، ووصل إلى الكثير من الفرص، نتج عنها تسجيل الهدف الأوَّل للمنتخب القطري في هذه البطولة عن طريق محمَّد مونتاري في الدَّقيقة 78.

لكن سرعان ما أطلق المنتخب السِّنغالي رصاصة الرَّحمة في الدَّقيقة 83.

نقاط تحليليَّة

* منتخب قطر دفع ثمن جبن مدرِّبه وتراجعه المبالغ في الشَّوط الأوَّل.

* بعد تسجيل الهدف للمنتخب القطري كان على المدرب تغيير الخطَّة التي يلعب بها هجوميًا، عن طريق تثبيت المهاجمين ودعمهم من الأجنحة والعمق.

* تأخُّر مدرِّب المنتخب القطري بإجراء التَّبديلات وخصوصًا دخول محمَّد مونتاري كان له أثر كبير على النَّتيجة.

* منتخب قطر المستضيف يكون بذلك أوَّل المغادرين للمونديال، وبذلك تصبح ثاني دولة مستضيفة في التّاريخ تودِّع كأس العالم من الدَّور الأوَّل بعد جنوب إفريقيا 2010.

* وجب التنويه أنَّ قطر استعدَّت للمونديال من كل النَّواحي لتقدِّم نسخة استثنائيَّة للعالم، لتكون المفاجأة بأنَّ المنتخب كان هو الشَّيء الوحيد السَّيّء، فقد شاهدنا سابقًا منتخبًا رائعًا حققَّ اللَّقب الآسيوي، توقَّعنا أن يكون المنتخب الحالي امتدادًا لذلك المنتخب على الأقل من حيث الأداء، لكن ما شاهدناه نسخة مغايرة تماما عن بطل آسيا.

التعليقات